تعيش بلادنا ومنذ فترة من الزمن انفلاتا أمنيا غير مسبوق في العاصمة وفي بعض المدن الكبرى، هذا الانفلات الأمني كان قد صاحبه غياب الدولة وتخليها عن حماية مواطنينا في الخارج من الاعتداءات التي قد يتعرضون لها من حين لآخر.
إنّ المتتبع لما يجري في الأقطار العربية في الوقت الراهن، يدرك بجلاء أنّ الوضع ليس على ما يرام. صراع محتدِم بين السياسيين، اقتتال دامٍ تغذيه نَزعات من كل نوع وصنف(إيديولوجية، عَقدِية، عِرقية، طائفية...). قلاقل واحتجاجات ومظاهرات ووقفات مطلبية على مدار الساعة... تدهور أمنيّ واقتصاديّ... تفاقم مشكلة البِطالة. تدخل خارجيّ سافِر في الشؤون الداخلية.
في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع ضيفه السعودي الزائر السيد عادل الجبير، كان من الصعب علينا ان نعرف من هو ممثل الدولة العظمى: السيد الجبير ام مضيفه لافروف، فقد تحدث الضيف السعودي بلغة “صقورية” غير معهودة في علوم الدبلوماسية و”ادواتها الناعمة”، خاصة عندما تطرق الى الملف السوري ومصير الرئيس بشار الاسد.
يشهد العراق، منذ منتصف شهر يوليو/تموز الماضي، موجة احتجاجات تعد الأحدث في سلسة موجات، بدأت منذ أواسط عام 2009، واصطبغت، في الغالب، بصبغة المطلبية، فقد نفذت مجموعات شبابية في مدينة البصرة (جنوب) اعتصامات وتظاهرات، احتجاجًا على انقطاع الكهرباء وتردي الخدمات، لم تلبث أن انتشرت في مدن الجنوب الكبرى.
صحيح أن الشعب الموريتاني تقبل منذ الوهلة الأولى تباشير الديمقراطية بقبول حسن لكنه سرعان ما لم يُنبتها منبتا حسنا كما فعلت شعوب أخرى فقطفت ثمارها اليانعة و تمتعت بمذاقها الحلو و ألوانها الزاهية.
كتب الراحل بيير بورديي عن الدور الدعائي لبرنارد هنري لفي خلال العشرية الدموية في الجزائر (حين لجأ العسكريون الجزائريون الى لفي لأجل تبرئتهم في الصحافة الفرنسية من أي دور في المجازر الجماعية ومن أي تواطؤ مع الجماعات المسلحة) : "المثقف السالب قام بمهمته : .... خصوصا حين يتعلق الامر بمن يتمّ وصفهم دون أي تأسيس تاريخي بـ "بمجانين الإسلام" ... كأحسن وسيلة لمنح الازدراء العنصري ذريعة أخلاقية ولائكية فوق النقد. "
لم تعد قضية خلافة محمد ولد عبدالعزيز في تولي منصب رئاسة موريتانيا قضية سرية تتداول في المجالس الخاصة، لقد أصبحت قضية مطروحة يجب أن تحسم لأن الولاية الحالية هي الأخيرة للرئيس الحالي، حسب ما ينص عليه الدستور ولأن كثرة الانقلابات التي شهدتها موريتانيا في العقود الثلاثة الأخيرة تجعل التناوب السلمي على السلطة قضية مشكوك فيها.
لقد قرأت على عجل رسالة الوزير الأمين العام للرئاسة التي أرسلها إلى رؤساء الأحزاب السياسية يوم الأربعاء 12 أغسطس 2015، ولقد خرجتُ بجملة من الملاحظات السريعة بعد تلك القراءة السريعة، ولعل من أهم الملاحظات التي خرجتُ بها:
هل تنجح جائزة نوبل للسلام في تحقيق ما فشلنا في تحقيقه؟ سؤال ستكشف عن اجابته الأشهر القليلة القادمة، بعد أن تمكنت الناشطة الحقوقية آمنة بنت المختار من تحجز لنفسها مكانا بين عشرات الشخصيات المرشحة لنيل هذه الجائزة عن جدارة، وبعناد لايعرفه الا من عايش معها بعض جوانب نضالها المدهش، الذي يتخذ من شعار الكفاح للوصول بالمرأة الى مكانتها اللائقة داخل مجتمعنا الذكور العصي على الاختراق، وقضايا انتهاك حقوق الانسان بغض النظر عن جنسه وعرقه ميدانا للعمل.