باحثون فرنسيون يؤكدون كشف لغز الغلاف الجوي الشمسي

سبت, 07/11/2015 - 16:40

أكد باحثون فرنسيون انهم كشفوا لغزا حير الفيزيائيين منذ قرن يتعلق بسبب الارتفاع الكبير في الحرارة في الغلاف الجوي للشمس مقارنة مع تلك المسجلة على سطحها، إذ عزوا هذه الظاهرة الى طبقة سطحية من المادة تؤدي دورا شبيها بـ"اقدار في حالة غليان".

واشارت دراسة نشرت نتائجها مجلة "نيتشر" الى أن هذه الطبقة البالغة سماكتها 1500 كيلومتر تحت الشمس مسؤولة عن ظهور حقل مغناطيسي على نطاق ضيق يؤدي الى نشوء نوع من "الغطاء النباتي المغناطيسي".

هذا الغطاء النباتي الذي يتخذ شكل "جذوع اشجار وجذور" بحسب توصيف الباحثين، يولد طاقة تسمح بتسخين الطبقات المتتالية في الغلاف الجوي الشمسي.

هذه النظرية غير المسبوقة والجريئة قدمها ثلاثة علماء فيزياء فلكية فرنسيين بنوا نموذجا يرمي الى تفسير مجمل الظاهرة. وقال طاهر عمري مدير البحث في المركز الوطني للبحث العلمي والمشارك في اعداد الدراسة لوكالة فرانس برس "انه موضوع شديد +السخونة+. سوف تحصل نقاشات في هذا المجال".

حاليا، تسعى المجموعة العلمية بشكل فاعل لفهم "لغز الهالة الشمسية" عبر الاستناد خصوصا الى صور للشمس تم جمعها عبر الاقمار الاصطناعية.

وفي قلب هذا النجم، مركز التفاعلات النووية، تبلغ درجة الحرارة 15 مليون درجة. من ثم تنخفض تدريجا لتصل على السطح الى 6 الاف درجة فقط.

الا ان الحرارة تبدأ بعدها بالصعود ما يثير الحيرة لدى العلماء. وذلك مرده الى انه في الاوضاع الطبيعية، كلما ابتعدنا عن مصدر الحرارة، تراجعت درجات الحرارة. وعلى مستوى الغلاف اللوني للشمس، وهي طبقة في الغلاف الجوي السفلي، ترتفع الحرارة لتصل الى 10 الاف درجة تقريبا. وبعدها ترتفع لتصل الى مليون درجة في الهالة، الجزء الواقع في اقصى الجهة الخارجية للغلاف الجوي الشمسي.

وأشار عمري الى ان "هذا الامر يعني وجود مصدر للطاقة يوفر الحرارة ويسمح بالابقاء على هذه الدرجة المرتفعة في حرارة الهالة الشمسية".

وأظهرت دراسات حديثة وجود ظواهر عدة من بينها قذف موقت لانواع من الغاز او "زوابع" تصل الجزء السفلي من الغلاف الجوي بالهالة الشمسية. وقال عمري ان "بعض الباحثين اعتقدوا انهم وجدوا المصدر الوحيد لارتفاع الحرارة. لكن هذه الظواهر لا تولد مستويات كافية من الطاقة لتعليل درجة الحرارة على نطاق الهالة الشمسية".

ومن مختبراتهم في مدرسة البوليتيكنيك ولجنة الطاقة الذرية، ركز الباحثون على دراسة عدد كبير من البقع الصغيرة المنتشرة على الشمس، الى جانب بقع كبيرة مسؤولة عن توهجات شمسية. وأوضح عمري ان "هذه البقع هي اجزاء من حقول مغناطيسية صغيرة للغاية".

وركز الثلاثي البحثي اعمالهم على طبقة صغيرة تمتد على 1500 كلم تحت سطح الشمس.

وقال عمري ان "هذه الطبقة الصغيرة تعمل كقدر يحوي بلازما في حالة غليان يتم تسخينه من الاسفل". كما ان "حبيبات" توفر المواد الحارة تعود الى التصاعد وتطلق الطاقة من ثم تعود نزولا الى الجوانب بعد تبريدها.

وبحسب حسابات الباحثين، في الغلاف اللوني للشمس، يأتي ارتفاع حرارة الغلاف الجوي من توهجات مصغرة متعددة مولدة للطاقة.

أما ارتفاع حرارة الهالة الشمسية فمصدره موجات يتم توليدها جراء هذه التوهجات المصغرة ومن توهجات اكبر على السواء.

 

الصحراء