القصة الكاملة لانقلاب العاشر من يوليو سنة 1978/ الحلقة الرابعة

سبت, 07/11/2015 - 14:07

عملية التحضير للانقلاب وآلية اكتساب العناصر:

 

لقد اتخذ البعد الشخصي في عملية التحضير واكتساب العناصر ركنا أساسيا، حيث انطلقت الفكرة من مجموعة من التلاميذ المنتمين إلى نفس المدرسة الفكرية تقريبا، وكان لعامل الجهة وللعلاقات الشخصية بعدا هاما في اجتذاب الضباط الذين شكلوا النواة الأولى والأساسية، التي تضافرت مع العناصر المدنية.

فكانت شخصية المرحوم جدو ولد السالك هي عنصر التقاء وتلاقي بين المجموعتين.

فشيخنا ولد محمد لقظف كان له دور في إقناع المرحوم أحمدو ولد عبد الله، كما كان لجدو دورا في تأمين جانب معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع وتعاونه المستمر بالنسبة لتموقع القوات المغربية.

كما تولى أحمد بن أعمر إقناع شقيقه إسماعيل ولد أعمر... وهكذا بالنسبة لبقية العناصر والشخصيات الأخرى.

ويرى الأستاذ أحمد الوافي أنه كان هناك خطان سياسيان في موريتانيا، على ضوئهما تحددت المواقع وتم التحرك.

- الخط النضالي الأول: كان خطا ماركسيا شعبيا، يمتح من الحركة الشيوعية العالمية (الكادحين).

- خط آخر قومي عربي: ينقسم إلى بعثيين وناصريين وشخصيات مستقلة.

فبالنسبة لتيار الكادحين، كان يرفض الانقلابات العسكرية ويفضل الثورة العالمية.

أما التيار القومي فيسعى إلى التغيير بكل الوسائل والسيطرة على مراكز القوة، وهي تجربة عرفت في المشرق وحصلت في المغرب العربي.

ويرى الأستاذ الوافي أن هذا التيار الأخير أثر على مجرى التاريخ الوطني وهو الذي كانت تنتمي إليه حركة العاشر يوليو.

ويعبر عن هذا الواقع من خلال مقولة لـ"هيكل"، مفادها أن التاريخ ليس الذي يمر دون أن يترك أثرا، لكنه الأحداث التي تمر وتترك أثرا، لذا فإنه بالنسبة للوافي وبناء على ما تقدم، فإن التيار القومي هو الذي ترك تاريخا، أما الآخرون فلم يخلفوا تاريخا.

ويروي الأستاذ الوافي أنه خلال الاتصال بالشخصيات السياسية، كلف هو بفاضل ولد الداه وبالمحجوب ولد بيه الذي تجاوب مع العرض بصفته الشخصية، أما بدر الدين وفاضل ولد الداه فرفضا أسلوب التغيير العسكري، وقالا: إنه لا يمثل خيارا بالنسبة لهما، لكنهما تكتما على الموضوع وتعاونا لاحقا عندما نجح الانقلاب.

ويرجع السيد الوافي قبول السيد المحجوب ولد بيه بالعرض إلى جانبه القومي الكامن في شخصيته، رغم انتمائه للحركة الوطنية الديمقراطية، وهو جانب يقول أحمد إنه تعرف عليه عندما تطوع سنة 1968 للقتال في صفوف حركة المقاومة الفلسطينية، فكان المحجوب هو الذي أشرف على ذهابه عندما كان طالبا في دمشق.

ويقول الأستاذ الوافي إنه اتصل أيضا بالميثاقيين، مثل محمد الحسن ولد لبات، بتكليف من سيد أحمد ولد ابنيجاره، لكنه لم يتحمس للموضوع ولم يرفضه نهائيا، وهو نفس الموقف الذي لمسه الوافي لدى عناصر أخرى، لذا تم توقيف الاتصال بهم.

كما اتصل سيد أحمد ولد ابنيجاره بأحمد ولد الزين ضمن آخرين، وقام بجمع أطر البنك المركزي قبل التنفيذ، حيث هيأهم للحدث.

وقد تميزت عملية الاتصال بالأشخاص بالتدرج والحذر والإيماء وجس النبض، كما تميز عمل المجموعة بالطابع الجماعي وبالمبادرات الفردية أو الجماعية أحيانا أخرى.

ويروي الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل أن التحالف الذي كان قائما بين البعثيين والحركة الوطنية الديمقراطية آنذاك، والذي كان مكرسا لرفض الحرب في الصحراء، أن هذا التحالف عزز الثقة بينهم وسهل مهمة الاتصال بهم من طرف البعثيين، حيث اتصل بهم سيد أحمد ولد ابنيجاره وممد ولد أحمد، الذي كان على صلة بهم بفعل هذا التحالف، والتقيا بالسيدين بدر الدين وموسى فال، كل على انفراد بالنسبة لسيد أحمد وبدر الدين، وجماعيا بالنسبة لممد مع بدر الدين وموسى فال، لكن الحركة الوطنية الديمقراطية رفضت المشاركة في الانقلاب.

أما المحجوب ولد بيه فقد كان قبوله الانخراط في التحضير للانقلاب ذا بعد شخصي  .

ويرى الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل أنه رغم أن الانقلابات العسكرية شوهتها انقلابات الخمسينات والستينات وانقلاب اتشيلي سنة 1973 وانقلابات عقداء اليونان، إلا أنه يرى أن الانقلاب العسكري الذي حدث في البرتغال، كان له وقع مختلف، حيث جاء بالديمقراطية وانقلب على الديكتاتورية.

وأثناء عملية التحضير للانقلاب طرحت فكرتان حول طبيعته وكيفيته:

1- هل يكون دمويا وميزة هذا الأسلوب هي: قطع الصلة بالماضي ولكي لا تطمح  أي مجموعة أخرى في السلطة من جديد.

2- أن يكون سلميا وتنبني هذه الخلفية على: ضعف بنية المجتمع وتكوينه الداخلي الهش، لذا فإن العنف قد يدفع بالبلاد نحو منزلق يصعب التحكم فيه، بفعل النزعة القبلية والفئوية.

وفي الأخير تم تبني الخيار السلمي، لذا تقرر أن يتم الانقلاب خلال اجتماع المكتب السياسي لحزب الشعب، لأن حراسته تكون ضعيفة، وكان توقيت جلسته مناسبا، حيث ستعقد في مقر حزب الشعب وليس في القصر الرئاسي.

ومن أجل تسهيل عملية التنفيذ، تم إتباع الخطوات التالية:

أولا- القيام بتحويلات على مستوى المناطق العسكرية المهمة، بحيث يتولى القيادة عضو من الجماعة أو يكون نائبه منتم لها (وهذه هي خطة الانقلاب العملية).

ثانيا- الاتصال بالمغرب وبالجزائر وليبيا لضمان نجاح الانقلاب.

ثالثا- تجنيد عناصر شعبية (أصحاب حوانيت وناس عاديين) للقيام بتعبئة شعبية داخل صفوف الناس، وتم إلقاء منشورات سرية تعري الوضع وتنتقد النظام.

 

وتمثلت الخطوة الأولى في: التحضير للعمل العسكري في: تعيين المصطفى ولد محمد السالك قبل شهرين أو ثلاثة من التنفيذ قائدا لأركان الجيش، وهو الذي اقترح التحويلات على الرئيس المختار ووافق عليها.. لذا عين جدو ولد السالك على منطقة "آوسرد"، التي كان بها نصف الجيش، وكان مساعده جوب مصطفى وهو من جماعة جدو.

وفي أطار عين مولاي ولد بوخريص، وفي النعمة عين أحمد ولد بوسيف، لكن نائبه كان من الجماعة وهو محمد فال ولد لمرابط.

وفي انواذيبو كان نائب قائد المنطقة العسكرية، هو ولد الزين الذي كان منتم للجماعة، وفي ازويرات تم تعيين محمد خونا ولد هيداله.

أما بالنسبة للمنطقة العسكرية السادسة بانواكشوط فقد تم تعيين أحمدو ولد عبد الله قائدا لها، وهي الجهة التي كانت ستوكل إليها مهمة التنفيذ، بإشراف المصطفى ولد محمد السالك وأحمدو ولد عبد الله.

- أما الخطوة الثانية المتعلقة بالاتصال بالمغرب والجزائر وليبيا والبوليساريو فتمت على النحو التالي:

1- بالنسبة للمغرب كان الهدف من الاتصال هو: إقناعه بأن النظام الذي يتحالف معه لا يصلح لأن يكون شريكا يعتمد عليه، لأنه نظام منهار، وكان هذا الاتصال يهدف أيضا إلى أن لا تخرج موريتانيا من الحرب مع البوليساريو لتدخل في حرب أخرى مع المغرب، خاصة أنه يوجد حوالي ثلاثين ألف جندي مغربي داخل الأراضي الموريتانية، بالإضافة إلى الخلفية التاريخية التي كانت تشكل هاجسا بالنسبة لقادة العاشر من يوليو، لذا كان اتصالهم بالمغرب هو من أجل التأكيد له على أن عملية التغيير ليست معادية له.

ومن أجل طمأنته أكثر، أعطيت الحرية للجماعة التقليدية برئاسة شيخنا ولد محمد لغظف وعضوية الحضرامي ولد خطري بأن تتصل بالمغرب من أجل التأكيد له على أن القبائل الموريتانية موالية للمغرب وليست معادية له، وهو ما أنجزه الرجلان، حيث سافرا إلى المغرب وقاما بالاتصالات المطلوبة هناك، لكن هذه الرسالة كانت تتم بالإيماءات والإشارات وليست بالتصريح.

أما بالنسبة لاتصال الأستاذ أحمد الوافي بالمغرب، فقد تم عن طريق المرحوم عبد الرحيم بوعبيد: (زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي)، الذي كان وقتها في المعارضة وتم الاتصال به عن طريق الأستاذ الشيخ ولد باها، الذي كان محاميا متدربا بالمغرب، واستمرت اللقاءات بعبد الرحيم بوعبيد حتى فجر العاشر من يوليو 1978 عندما أخبروه بحصول تغيير في موريتانيا، مؤكدين أن التغيير ليس ضد المغرب، وأنه سينهي البوليساريو، بل قد يشكل بداية حل للمشكل الصحراوي برمته.

ويؤكد أحمد الوافي أنهم قاموا بهذا الجهد من أجل جذب المغرب إلى جانب التغيير، وهو ما يرى أنهم نجحوا فيه إلى حد كبير بفعل هذه المبادرة، التي يرى أنها مشروعة -رغم شعور المغرب لاحقا أن القادة الجدد قد خدعوه.

ويرى أن قادة العاشر من يوليو استنتجوا لاحقا أن عبد الرحيم بوعبيد لم يوصل المعلومات مكتملة إلى الملك الحسن الثاني، إلا يوم الانقلاب وأرجعوا ذلك إلى أنه قد يكون طلب اللقاء ولم يتم له ذلك من قبل.

ويقول الأستاذ أحمد الوافي أنه شرح دوافع الانقلاب خلال مؤتمر الاتحاد الاشتراكي الذي دعي إليه هو ومجموعة أخرى في أغسطس 1978 (أي بعد شهر من الانقلاب).

2- أما بالنسبة للجزائر فقد تم الاتصال بها عن طريق أحمد باب ولد أحمد مسكه، الذي كان عضوا قياديا في جبهة البوليساريو، حيث سهل لهم الاتصال بالجزائريين، وتم ذلك الاتصال عن طريق مبعوث جماعة العاشر من يوليو، وهو السيد المحجوب ولد بيه، الذي كان طالبا وقتها بفرنسا يحضر للدكتورا، حيث خاطبه في الموضوع السيدين أحمد الوافي وأحمد باب مسكه، وحملاه برسالة إلى بومدين، الذي كان مريضا بجزيرة "بريوني" اليوغسلافية، وعندما جاءه المحجوب ولد بيه وخاطبه في الموضوع، رد عليه بومدين قائلا: إن المغاربة لن يتدخلوا لأنهم منهكين، أما نحن (الجزائر) فلن نتدخل فاطمئنوا ولا تخافوا.

خلال هذا اللقاء الذي كان مشجعا وحذرا في نفس الوقت، طمأن الانقلابيون الجزائر، وتم هذا اللقاء عن طريق مدير المخابرات العسكرية الجزائرية السيد "قصدي مرباح"، الذي كان وقتها مسؤولا عن ملف الصحراء.

3- أما بالنسبة لليبيا فقد كان الدافع الأساسي للاتصال بها يتمثل في ضرورة الإسراع في توقيف إطلاق النار بعد الانقلاب، لأنه كان لها تأثيرا قويا على البوليساريو، فهي الممول الرئيس لها والداعم الأساسي لها. فكانت عملية الاتصال بليبيا تتم عن طريق سفيرها في انواكشوط الأستاذ "المقرحي"، الذي كان يتصل به الأستاذ الوافي، وأثناء اللقاء يقوم السفير بتشغيل الراديو لإحداث خرخشة من أجل التشويش على عملية التسجيل إذا كانت تتم. ويرى الأستاذ أحمد الوافي أن الهدف من الاتصال بليبيا قد تحقق فور نجاح عملية الإطاحة بالنظام، وهو وقف إطلاق النار.

4- وبالنسبة للبوليساريو فقد كانت علاقتهم بها تتم عن طريق القيادي بها: أحمد باب ولد أحمد مسكه.

وبخصوص فرنسا فقد تميزت العلاقة بها بالخوف والحذر، لأنها كانت تسيطر على القوات الجوية وعلى سلاح الإشارة (الاتصالات العسكرية)، لذا استطاعوا إخفاء عملية التحضير برمتها عنها، باستثناء حالة واحدة كان خلالها المختار ولد السالك في اتصال بأخيه جدو ولد السالك  يوم 9 يوليو (أي قبل يوم من تنفيذ الانقلاب)، حيث خاطبه الضابط الفرنسي ويدعى "لون جانه"- الذي كان مشرفا على اتصالات الجيش الموريتاني- فقد خاطب المختار ولد السالك وطلب منه تحديد مكانه، وعلل له ذلك بوضوح صوته، فرد عليه المختار ولد السالك قائلا: الأماكن لا تحدد في زمن الحرب، فاسأل قيادتي وقطع الاتصال.

 

لحظة الحسم: وصعوبة تنفيذ الانقلاب:

 

رغم الواقع المأساوي الذي عاشه البلد وحالة الانهيار الشاملة، إلا أن الأصوات الرافضة للحرب كانت خافتة وغطى عليها ضجيج الحرب ودعاية النظام.

ومن أجل خلق مناخ يتسم برد الفعل ويساعد على نجاح العملية، يروي الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل أنه قام البعثيون آنذاك بتوزيع منشور سري في شهر مايو 1978، كسر الصمت، ودشن سلسلة منشورات أخري بعد أن اختفت المنشورات السرية، منذ سنة 1975، عندما حصل تفاهم بين الكادحين ونظام المختار ولد داداه، فكان منشور البعثيين في مايو بمثابة الشرارة الأولى لانطلاقة سيل من المنشورات المنددة بما آلت إليه البلاد، ومعبرة عن المخاطر التي تواجهها، فكانت قسوة الحرب وتأثيرها البالغين سببا كافيا لتعبئة الناس ضد النظام وضد الحرب.

وكانت الدعوات المتكررة التي يوجهها معاوية ولد سيد أحمد الطايع لجدو ولد السالك بضرورة تعجيل التنفيذ، سببا كافيا بالدخول الفوري في عملية التنفيذ، التي اكتملت عناصرها بالتحويلات التي قام بها قائد الأركان: المصطفى ولد محمد السالك لقادة المناطق العسكرية، حيث أصبحت المناطق الأساسية إما تحت سيطرة الانقلابيين مباشرة، بتولي أحد عناصرهم الفعالة لقيادتها أو بانتماء نائبه لهم.

ورغم اتفاقهم على خطة التنفيذ وتوقيتها، إلا أن التنفيذ العملي أوكل إلى قائد الأركان المصطفى ولد محمد السالك ولقائد المنطقة العسكرية بنواكشوط: أحمدو ولد عبد الله.

وتم تحديد يوم السبت الثامن من يوليو للقيام بالانقلاب ضد الرئيس المختار وتقرر أن يتم ذلك خلال اجتماع للمكتب السياسي لحزب الشعب بمقر الحزب، حيث الحراسة ضعيفة وهو ما سيسهل عملية اعتقال الرئيس بسهولة ويسر.

لذا طلبوا من شيخنا ولد محمد لقظف أن يعمل على إطالة الجلسة بكل السبل حتى يتمكنوا من التنفيذ، وكان مقررا أن تنتهي أعمال المكتب السياسي الساعة الخامسة مساء، إلا أن شيخنا ولد محمد لقظف قام بالمهمة على أحسن وجه، ونجح  في استمرار الجلسة، حتى الساعة الواحدة صباحا، لكن الانقلاب لم يتم بسبب خلاف طرأ بين قائد الأركان وقائد المنطقة العسكرية، مما أدى إلى تأجيل التنفيذ.

فقد حدث هذا الخلاف عندما طلب أحمدو ولد عبد الله من المصطفى ولد محمد السالك (قائد الأركان) تقديم أوامر التنفيذ مكتوبة، فرد عليه المصطفى بأنه لن يفعل ذلك، لأن المسألة مبنية على الثقة، لذا خرج أحمدو ولد عبد الله مساء نفس اليوم من العاصمة وبقي خارجها طيلة عطلة نهاية الأسبوع.

وقد نزلت عملية التأجيل على الجميع كالصاعقة، وانهارت معنوياتهم وارتاب شيخنا ولم يدر حقيقة ما جرى.

وعند ما وُضع نائب قائد المنطقة العسكرية: ولد الصبار في الصورة، وطلب منه ضرورة التنفيذ لم يرفض ولم ينفذ.

ويروي الأستاذ أحمد الوافي أنه في صباح اليوم الموالي قام بمبادرة بالاتفاق مع سيد أحمد ولد ابنيجاره، تمثلت في كتابة رسالة موجهة إلى قائد المنطقة العسكرية في أطار السيد مولاي ولد بوخريص، وبعث بها إليه مع شخص يعرفه من سكان الحوض في سيارة مؤجرة، فوجد مولاي ولد بوخريص يتهيأ للصلاة، فسلمها إليه فوضعها مولاي في جيبه ورد عليه بأن الرسالة وصلت وانصرف الرسول عائدا إلى انواكشوط.

وتتضمن الرسالة تأكيدا من الجماعة على الإصرار على التنفيذ لاحقا، رغم وجود صعوبات حالت بينهم وبين التنفيذ في الوقت المحدد.

أما بالنسبة لجدو ولد السالك فقد انطلق من "آوسرد" يوم السبت 08 يوليو متوجها إلى الجنوب بحجة مطاردة مجموعة من البوليساريو قال إنها تجاوزت السكة الحديدية جنوبا، وكان ذلك سببا كافيا لانزعاج السلطات في نواكشوط، خوفا من هجوم جديد على نواكشوط يأتي بعد هجومين سابقين قامت بهما البوليساريو على العاصمة.

لذا تمكن جدو من التغطية على تحركه من "آوسرد" باتجاه نواكشوط واستطاع طمأنة السلطة حول طبيعة تحركه.

وقد أعطيت الأوامر للطائرة العسكرية الفرنسية "ابريغا آتلانتيك"، التي انطلقت من داكار وقامت بعملية المراقبة، وبعد أن قامت بعملية الاستطلاع، أخبرت أنها لم تر شيئا، لكن جدو أصر على أنه وجد آثارهم فواصل المسير.

وفي الساعة الثالثة ظهر يوم الأحد الموالي وصل إلى انواكشوط عسكري يدعى سيدي محمد، حاملا رسالة من جدو ولد السالك إلى الجماعة تسلمها سيد أحمد ولد ابنيجاره، تتضمن تلك الرسالة ثلاث خيارات، هي:

1- ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

2- وإلا فليخلوا بينه وبين انواكشوط.

3- استعداده لمواجهة الجميع وإصراره على دخول انواكشوط بالقوة.

وعندها ارتفعت المعنويات التي كانت قد وصلت إلى درجة الصفر، وبدأ التحرك الفعال في نواكشوط بقيادة المصطفى وبالإعتماد المؤثر علي المختار ولد السالك الذي حول إلى انواكشوط من قبل لتنفيذ خطة اعتقال الرئيس المختار ولد داداه.

.............يتواصل بحول الله