نص خطاب السفير الامريكي في نواكشوط يثير الكثير من التعليقات علي الفيس بوك

أربعاء, 07/08/2015 - 20:04

اثار خطاب السفير الامريكي في نواكشوط لاري اندري موجة من التعليقات عبر شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك بين ممتدح لمضامين الخطاب و بين ناقد له و قد حصلت وكالة الطواري الاخبارية علي نص الخطاب و تقوم بنشره :

السيدة الوزيرة

السادة أعضاء الوفد الرسمي

السادة قادة وزعماء المجتمع المدني

السادة السفراء و ممثلو السلك الدبلوماسي،

ايها الضيوف الكرام،

أيها السيدات والسادة،

أرحب بكم في بيتي و أشكركم على حضوركم معنا للاحتفال بيوم استقلالنا الوطني. أشعر بالفرح و أنا أحتفل بالذكرى السنوية لاستقلال بلدي خلال شهر رمضان المبارك، و اسمحوا لي أن أهنأكم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

(التهنأة باللغات الوطنية الأربع المستخدمة في موريتانيا).

لقد كانت رؤية المستقبل لرائد إعلان استقلالنا و ثالث رئيس لبلادنا، توماس جيفرسون، مبنية على معطاة هي أن كل الناس يولدون و لديهم "حقوق غير قابلة للمساومة و هي الحياة، والحرية، و من حقهم في السعي لتحقيق السعادة ". و قد دافع عن هذه الرؤية بالرغم من أنه كان أحد ملاك العبيد و يدرك ان واقع الولايات المتحدة آنذاك بعيد من ما يتوق إليه شعبها من مثل عليا. نحن الأمريكيون، نعترف بالتقدم الذي أحرزناه و في نفس الوقت نقر بالنواقص التي مازال يجب التغلب عليها لكي يكون المجتمع الامريكي أكثر أمنا وازدهارا وأكثر شمولية.

في بداية ديمقراطيتنا كان حق التصويت مقصورا على البيض من ملاك الارض. إن البلد الذي يقتصر فيه التصويت على مجموعة معينة لا يمكن النظر إليه على أنه بلد ديمقراطي. لقد تم إلغاء الرق في الولايات المتحدة سنة 1865. و كان ذلك مع نهاية الحرب الأهلية التي كانت العبودية السبب الرئيسي لها. و بعد الإلغاء الرسمي له بقيت هذه الممارسة أمرا معاشا في بعض الولايات الامريكية لعشرات السنين. كما أن المرأة لم تنل حق التصويت إلا في عام 1920. في حين حصل المواطنون السود في الولايات الجنوبية على حقهم في التصويت في منتصف الستينات. أما بالنسبة لذوي الاعاقات البدنية فقد حصلوا على حقهم في المساوات وتكافؤ الفرص منذ 25 عاما فقط في حين تحتدم معركة أخرى في الولايات المتحدة الآن من أجل المساواة بين الأقليات الجنسية. إنه من واجبنا كأمة أن نكافح بشكل سلمي لتحقيق المثل العليا لمؤسسينا. إن العدالة تضمن الاستقرار و توفر السكينة و التقدم للمجتمع.

تماما كما هو الحال بالنسبة لموريتانيا، يتكون سكان الولايات المتحدة من خلفيات متنوعة اجتمعت من أجل بناء دولة على أساس قيمها المشتركة. تقاليدنا الموسيقية ساعدتنا على توحيد شعبنا. في 14 من مايو الماضي فقدنا الموسيقي بي بي كينغ، أحدا رواد الثقافة عندنا. إنه منحدر من عائلة فقيرة جدا أتت من منطقة فقيرة توجد في واحدة من الولايات الأكثر فقرا في أمريكا. لقد استطاع فرض موسيقى "المسيسيبي ابلوز" على اللأمة الامريكية و على والعالم. لقد نجح في الجمع بين الامريكيين من خلفيات متنوعة للتمتع بالحياة، بما تتضمن من نجاحات وإخفاقات. إن الاستماع إلى الموسيقى الموريتانية خاصة المطربين من أمثال الحضرامي ولد الميداح و وديمي منت آبا أو الفنان الموريتاني السينغالي بابا مال، يعلمنا نحن الامريكيون من أين أتت موسيقى البلوز.

لقد اطلعت مؤخرا على كتاب القراءة باللغة الفرنسية المتداول لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية في موريتانيا: من الكثبان الرملية .... إلى النهر. إن هذا الكتاب يعطي صورة رائعة عن موريتانيا في كل تنوعها الثقافي، مع التركيز على إبراز القيم المشتركة لهذا الشعب، والتي هي أساس قوة البلاد. أنا معجب بهذا الكتاب لأنه يعزز الوحدة الوطنية. تحتفل موريتانيا هذا العام، بالذكرى 55 لاستقلالها الوطني. و نذكر هنا بأن الولايات المتحدة هي اول دولة اعترفت باستقلال موريتانيا. إن الصداقة بين بلدينا تتجذر قولا وفعلا. و لدينا ثقة تامة في مستقبل موريتانيا. ونجسد هذه الثقة بطريقة ملموسة جدا: أنظروا إلى سفارتنا الجديدة التي هي قيد الإنجاز.

و اغتنم هذه الفرصة لأعبر عن ثنائي على الرئيس محمد ولد عبد العزيز لما يقوم به من أجل الحفاظ على سلامة الشعب الموريتاني. لقد شاهدنا كل أحداث القتل البشع الذي وقع مؤخرا في تونس، و الكويت، و اتشاد، و فرنسا، و مصر، و الولايات المتحدة، ونارا في مالي، قرب الحدود الموريتانية. و لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بأحر التعازي لإخواننا وأخواتنا في هذه الدول الشقيقة والصديقة وإلى مواطنينا في ولاية ساوث كارولينا. إن وجود أناس يمتهنون الشر و القتل يتطلب يقظة دائمة من المسؤولين عن حماية دولهم. إننا نكن احتراما كبيرا للجيش ولقوى الامن في موريتانيا. فأنا فخور بتعاوننا الناجح مع المكونات الثلاث للأمن الموريتاني: الجيش وقوى الامن و العدالة.

يستعد الجنود الموريتانيون الشجعان لتصدير منظومتهم الأمنية إلى دول إفريقية شقيقة لتلبية حاجة ماسة و كبيرة لدى هذه الدول. و يتعلق الامر بنشر كتيبة حفظ سلام موريتانية في جمهورية أفريقيا الوسطى، على غرار ما قام به الحرس الوطني الموريتاني في كوت ديفوار. هذه الخدمة الإنسانية تستحق أعظم الاحترام وأكبر التقدير.

سوف أواصل أنا و زملائي في السفارة العمل مع جميع شركائنا في المجتمع الموريتاني لتحقيق أهدافنا المشتركة و لتكون موريتانيا و أمريكا أكثر أمنا أكثر ازدهارا و أقوى وحدة. أرجو أن تستمتعوا بالاحتفالات المخلدة للذكرى 239 لميلاد بلدنا، وبالشراكة بين حكومتينا وبالصداقة بين شعبينا.

أشكركم.

لأري آندرى، سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى موريتانيا

انواكشوط ، 2 يوليو 2015

 

 

الطوارئ