
لفت انتباهي الزخم الذي نالته تدوينة المدير العام لمنظمة الأليسكو، الدكتور محمد ولد أعمر هذه الأيام، الشيء الذي دفعني إلى البحث عنها في مصدرها الأصلي.. وعند ما اطلعت عليها، وجدتها تدوينة عامة، تتضمن فائدة، تصلح لأن توجه لبوركينا فاصو أو مدغشقر، أو الولايات المتحدة وفرنسا وأستوراليا جميعهم، لكونها مجرد معطيات عامة، لا تخص بلدا بعينه، فتساءلت لما ذا يتم إقحام شخص، يشغل منصبا عربيا بارزا، حظي باحترام وتقدير مختلف الأقطار العربية الأعضاء في الأليسكو في مهاتراتنا المحلية؟
فوجدت الجواب في سوقية تناول البعض لقضايا نا الوطنية وتحميلهم للمواضيع معطيات لا تمت إليها بصلة، يصاحبها ضجيج، يخفي جهلهم وسطحيتهم وقصورهم، الذين لا تخطئهم العين.
ولعل الرداءة المعشعة في مجمل المشهد الوطني، هي التي حرفت تدوينة المدير العام عن سياقها، بغية استغلال موقعه، من أجل خلق مصداقية، تبرر توجيه نقد لمشهد، تحركهم دوافع شخصية، أو انتقاما لتهميش، أو بحثا عن موطئ قدم في مهرجان مستقبلي، أو لحاجات في نفوس اليعاقبة..
إن وجود شخص مقدر كهذا، يجب أن لا يقحم في تجاذباتنا المحلية، دون وجه حق، ومن الواجب إبقاءه بعيدا عن تفاهاتنا المحلية، خدمة لصورتنا في الخارج وخدمة للدور المقدر لهذا الرجل الذي يشكل مفخرة لنا في الخارج.
وهذ نص التدوينة، التي حملت ما لا يمكن أن تحتمل:
"في الطب يقال إن العين هي المرآة العاكسة لصحة الجسم وفي الدبلوماسية يعتبر البروتوكول هو المرآة العاكسة لصورة البلد …تفعيل دور البروتوكول واكتتاب مجموعة من الشباب و الشابات متعددي اللغات وتكوينهم …وتدريب كبار المسؤولين…وتعيين متخصصين في البروتكول في الوزارات والسفارات …سيساهم فى إعطاء الصورة التي تليق بهيبة الدولة و أصول التعامل …السفارة الثقافية دعامتها الإعلام والبروتوكول".- نقلا عن صفحة المدير في شبكة التواصل الإجتماعي.
ولعل هذه التدوينة اللاحقة، التي كتبها المدير العام لا حقا، تبين رفضه لتحريف تدوينته التي تم استغلالها خارج سياقها الحقيقي:
"
***هي مواطنة و وطنية وغيرة …***
من المؤسف جدا سيطرة فهم ووعي عوام العوام وحتى قيمهم على المجتمع ..وحتى على خواص الخواص ، وحتى أحكامهم على الشخص أنه معار ضة أو موالاة، لأن فهمهم القاصر وقصر نظرهم هو مُحدد الموالاة أوالمعارضة، ودعم النظام في نظرهم القاصر ليس بنصحه ولا الغيرة عليه …لأن إمعيتهم هي موالاة ، الموالاة في الدين نُصح لأنها أمانة و في الدنيا وطنية وغيرة و تصالح مع الذات وموالاة صادقة . يا عوام العوام الكذب و النميمة والنفاق ..حرام ،ويوم المحاججة والاستنطاق الشهود ألسنتنا وعيوننا وأيدينا وأرجلنا ، والوزن يومئذ الحق … فلنتق الله في أنفسنا".
والتي عقب عليها الوزير السابق: المختار ولد داهي بالتعليق التالي:
السيد المدير العام…
هذا زمن "سقم الأفهام" و لكن هيهات هيهات أن يستويّ "المزودون بالأفكار" من سمتكم و "المزودون بالأخبار" المحرفون..الأفاكون و كثيرٌ ما هم فى زماننا هذا و مكاننا (وطننا)هذا بالذات
و لو قدِّر لأحد أن يسلم من إفكهم لسلمتم لكن لا سلامة ببلدنا من "الباعوض الألكتروني"
م. المختار