مغربي يسرد قصة نقله لأحد قادة هجمات باريس

جمعة, 12/04/2015 - 00:04

لا تزال التحقيقات مستمرة حول خلفيات الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس خلال نونبر المنصرم، وراح ضحيتها 130 قتيلا، في أعنف هجمات تشهدها عاصمة الأنوار، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه التحقيقات جارية، على الخصوص من قبل المصالح الأمنية الفرنسية والبلجيكية، فقد تمكن منبر "لوموند" الفرنسي من الوصول إلى الشهادة التي أدلى بها فرنسي، من أصل مغربي، ولد في العاصمة البلجيكية بروكسيل، هو من قام بنقل المشتبه به في تورطه بالأحداث الإرهابية، صلاح عبد السلام.

ويتعلق الأمر بشخص يدعى عليّ (أ)، من أصول مغربية، يبلغ من العمر 31 سنة، اعتبرته المصالح الأمنية من بين السائقين الأربعة المفترضين الذين قاموا بنقل صلاح عبد السلام بعد هجمات الثالث عشر من نونبر. ويعتبر عبد السلام المنفذ المفترض الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة، ومبحوث عنه من قبل مخابرات عدد من الدول الغربية.

عليّ استدعيّ، في الثاني والعشرين من نونبر المنصرم، من طرف القضاء البلجيكي للتحقيق معه في قضية نقله لصلاح عبد السلام عبر سيارة "فولس فاكن"، وأنكر في البداية أن يكون قد قام بذلك، لكن تراجع في الأخير واعترف بأنه نقل "المتهم الأول" في أحداث باريس بعد عبد الحميد أبا عود (الذي قتل في سان دوني الفرنسية)، إذ أكد عليّ بأنه توصل، زوال يوم السبت 14 نونبر، بمكالمة هاتفية من صديقه حمزة (أ)، يطلب منه إيصاله إلى منطقة لاكين في شمال بروكسيل.

وكشفت "لوموند" أن عليّا أقر خلال التحقيقات بأنه لم ينم بشكل جيد خلال تلك الليلة، بعد المكالمة الغريبة التي جرت مع حمزة، وبعد ذلك التقى بهذا الأخير مصحوبا بشخص آخر، لم يكن سوى صلاح عبد السلام.

وقدم السائق عددا من المواصفات لعبد السلام، منها أنه كان يضع قبعة على رأسه، ويرتدي سترة رمادية وسروال "جينز" داكن، وكان وجهه شاحبا. وتوصل التحقيق إلى أن السيارة تحركت من باريس إلى بروكسيل، وبها شخص ثالث، هو محمد (أ)، حيث اتصل بهما صلاح من المقاطعة 18 بباريس، من أجل الوصول إلى لاكين، وكان صلاح برفقة حمزة، وصعدا إلى السيارة، فجلس حمزة في المقعد الأمامي، وصلاح في الخلف، وطلبا منه أن يوصلهما إلى مقهى لاحتساء فنجان قهوة.

ويبدو أن السائق لم يكن بعد على علم بأحداث باريس، حيث توجه بسؤال لصلاح عن أخيه إبراهيم، بعد أن قام بهجوم شارع فولتير في باريس، حيث أجابه بأن "إبراهيم ذهب ولن يعد"، وقبل التوقف في المقهى، طلب صلاح من رفاقه ترك هواتفهم في السيارة ونزع البطاريات منها، للحيلولة دون الوصول إليهم.

وبعد ما دخلوا للمقهى، كشف عليّ للمحققين أنه استفسر صلاح عبد السلام عن أخيه، وما إن كانت له علاقة، من قريب أو بعيد، بما حدث بباريس، لأن إبراهيم كانت آراء راديكالية، وكان يدعو إلى قتل الكفار، على حد تعبير عليّ، فأجاب صلاح بأن إبراهيم كان من بين الانتحاريين، وأنه ذهب إلى هناك لكي يقتل.

وبعد إصرار السائق عليّ على معرفة تفاصيل الحادث، ومدى تورط مرافقيه في الهجمات، اعترف صلاح بتورطه في كل شيء، واستمر الحوار حوالي عشرين دقيقة، قبل أن يطلب صلاح عبد السلام من عليّ إيقاف السيارة في شارع "شاربيك"، بشمال العاصمة بروكسيل، ليختفي في حدود الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، وكانت تلك المرة الأخيرة التي يرى فيها عليّ صلاح عبد السلام.

 

هسبريس