الجزائر تحد درجة تهديد 4 منظمات جهادية لأمنها القومي وللمنطقة

سبت, 11/14/2015 - 13:52

تشير تقارير أمنية، إلى أن التهديد الأكبر للأمن الوطني في الجزائر يأتي من 4 منظمات إرهابية تنشط في الجزائر أو من خارج الحدود، كما تشير التقارير ذاتها إلى أن جماعات مسلحة معادية أجنبية 100 بالمائة تهدد الجزائر أيضا. 
 أعادت العملية الإرهابية الأخيرة في ولاية عين الدفلى، الحديث عن طبيعة وخطورة التهديد الأمني الذي تتعرض له الجزائر. وحسب مصدر أمني، فإن عملية عين الدفلى كانت رسالة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب إلى منافسيه، مفادها أنه ما يزال قادرا على المنازلة الأمنية. وقال نفس المصدر، إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب فقد الكثير من قوته في العامين الأخيرين، إلا أنه يبقى مصدر تهديد جدي للأمن الوطني ويقدر عدد المقاتلين فيه بما لا يقل عن 300 عنصر، 30 بالمائة منهم أجانب.

المرابطون مصدر التهديد الحقيقي 
يبقى تنظيم المرابطين، حسب تقارير أمنية، مصدر الخطورة الأكبر بالنسبة للأمن الوطني الجزائري رغم كل شيء، والسبب هو أن التنظيم بالتعاون مع كتيبة الملثمين التي يقودها مختار بلمختار، نفّذ العملية الإرهابية الأكثر خطورة في تاريخ الجزائر وهي عملية “ تيڤنتورين” التي استهدفت المنشأة الغازية لمركب إن أميناس، كما نفّذ عملية اختطاف ضد 4 عمال إغاثة إسبان من مخيم الرابوني في تندوف نهاية عام 2011، وتفجيرات استهدفت مقار أمنية في تمنراست وورڤلة في عام 2012. وتكمن خطورة التنظيم بسبب وجوده في منطقة بعيدة بعض الشيء عن تأثير القوات الضاربة للجيش الوطني الشعبي في شمال مالي. وتتفاقم خطورة التنظيم بعد أن بايع أغلب أعضائه تنظيم الدولة الإسلامية، حيث أعلن القيادي في المنظمة أبو الوليد الصحراوي البيعة لتنظيم داعش قبل نحو شهرين، ويتراوح عدد الإرهابيين المنضوين في التنظيم، حسب نشرات أمنية، بين 300 و400 مسلح يتنقلون بين شمال مالي وشمال النيجر وجنوب غرب ليبيا. 
نشرت جماعة المرابطون، نهاية شهر ماي الماضي، بيانين أعلنت فيهما رسميا مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية داعش وتعيين أبو الوليد الصحراوي على رأس التنظيم الجديد، وقال البيان الأول المقتضب “نقدّم للمسلمين بشرى جديدة بتعيين الأمير الشيخ المجاهد عدنان أبو الوليد الصحراوي أميرا لجماعة المرابطين، أما البيان الثاني الموقّع من أمير تنظيم المرابطون الجديد أبو الوليد الصحراوي وكان الرجل الثاني في منظمة المرابطون التي تأسست في نهاية عام 2013 ، بعد اندماج جماعتين هما كتيبة الملثمون التي يقودها الإرهابي مختار بلمختار وجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي يقودها حمادة ولد محمد الخيري “أبو قمقم”، فقد أعلن فيه تأييد تنظيم الدولة الإسلامية داعش، في الوقت نفسه أعلن أمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار البيعة لأمير تنظيم القاعدة العامة أيمن الظواهري، وهو ما يدفع لطرح العديد من الأسـئلة حول مصير مختار بلمختار المتواري عن الأنظار والذي تتضارب الأنباء حول مصيره، حيث صنّفته مصالح الأمن الجزائرية بأنه مفقود، بينما قال مصدر أمني إن القيادي الكبير في تنظيم القاعدة والذي تقول مصادر إن الظواهري أوفده من جبال أفغانستان إلى شمال مالي في عام 2013 لتنسيق جهود الجماعات الجهادية ضد التدخل الفرنسي، أبي بكر المهاجر، انتقل إلى ليبيا لقيادة جماعات جهادية فيها. وتشكلت قيادة جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا من مجموعة من الأمراء هم محمد التلمسي الذي قتل في عملية أمنية فرنسية قرب غاو شمال مالي وحمادة ولد محمد خيري وعدنان أبو الوليد الصحراوي وسلطان ولد بادي، وتختلف الروايات حول الهوية الحقيقية لأبو الوليد الصحراوي، حيث تشير تقارير إلى أنه مغربي، وتشير تقارير أخرى إلى أنه جزائري، بينما تشير تقارير ثالثة إلى أنه من قبيلة الرقيبات الصحراوية ويحمل دبلوما جامعيا. 

عملية غوردال حيّرت المحققين 
 ورغم الضربات التي تلقاها تنظيم جند الخلافة الذي تجهل لحد الساعة هوية أميره، بعد مقتل مؤسسه عبد المالك ڤوري، إلا أن التنظيم ما يزال قادرا وفقا لتقارير أمنية على تجنيد إرهابيين جدد من الخلايا النائمة، ولا يزيد عدد الإرهابيين في جند الخلافة أو ولاية الجزائر في تنظيم الدولة الإسلامية عن 60 عنصرا، أغلبهم موجودون في ولاية سكيكدة الآن، إلا أن تأثيرهم الدعائي ليس بوسعه التأثير على الأمن الوطني، لأنهم يعملون على تفكيك بقايا القاعدة في بلاد المغرب والسيطرة على مناطق نشاطها. وكشف مصدر أمني أن تنظيم جند الخلافة في أرض الجزائر أسّس في جبل الشعامبي من قبل إرهابيين من موريتانيا ومن الجزائر كانوا ضمن كتيبة الفتح المبين التي كانت تنشط في جبال تبسة، وانتقل عدد من أفرادها لجبل الشعانبي للقتال في تونس. وقال مصدر أمني موثوق، إن الإرهابيين الجزائريين والموريتانيين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب من عناصر كتيبة الفتح المبين، اختلطوا بإرهابيين تونسيين عادوا من القتال في سوريا وسمعوا منهم دعوة “الدولة الإسلامية” أو داعش وتأثروا بفكر وأسلوب تنظيم داعش، لدرجة أن دروكدال عبد المالك بلغته الأنباء، فقرر استدعاء الإرهابيين ونقلهم من كتيبة الفتح المبين إلى منطقة الوسط لإبعادهم عن التأثير، فأجلّت عملية اختطاف هيرفي غوردال متسلق الجبال الفرنسي في سبتمبر 2015 ، خبراء المصلحة المركزية لمكافحة الإرهاب كون أغلب عمليات الاختطاف التي تتم في منطقة القبائل تعتمد مبدأ سرعة الانسحاب والاختباء على عكس ما يحدث في منطقة الساحل التي تتباعد فيها المسافات، وتعد عملية اختطاف الرهينة الفرنسي أحدث عمليات الاختطاف التي نفّذها عناصر يعتقد أنهم كانوا حتى وقت قريب تحت إمارة عبد المالك دروكدال. وضمت العملية بصمات مجموعات الاختطاف التابعة لتنظيم القاعدة في تيزي وزو المتخصصين في خطف الجزائريين ومجموعة الاختطاف التي نشطت في الصحراء في منطقة الساحل وضمت المجموعة التي نفذت العملية عناصر من فرقة الاختطاف التي نشطت طيلة سنوات ماضية في منطقة القبائل.
وتلاحق القوات الفرنسية منذ 3 أشهر إرهابي مقرب من عثمان العاصمي كلّف بنقل رسالة من تنظيم جند الخلافة إلى أمراء كتائب الصحراء، بشأن التحاق هؤلاء بتنظيم الدولة الإسلامية. وقال مصدر أمني، إن إرهابيي جند الخلافة أرسلوا مبعوثا تنقّل من شرق العاصمة الجزائرية إلى شمال مالي في بداية شهر أكتوبر، وتتحفظ مصالح الأمن في موضوع تحديد هوية الإرهابي الذي يعتقد أنه من قيادات الصف الثاني السابقين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، ويعتقد أن الإرهابي كان سيحضر الاجتماع مع مجموعة من الأمراء، وقد حصلت مصالح الأمن الجزائرية على المعلومات الأولى حول موضوع الاجتماع بعد اعتقال أحد قيادات كتيبة عقبة بن نافع التونسية الإرهابي الموريتاني صفي الدين الموريتاني الذي تم توقيفه في عملية أمنية في الطريق الوطني الرابط بين بسكرة وورڤلة، ومباشرة بعد الحادثة استنفرت قوات الأمن الجزائرية وحداتها المتخصصة في ملاحقة الجماعات الإرهابية في الساحل، وتم رفع مستوى التنسيق الأمني بين الجزائر وباريس إلى المستوى الأعلى، ويتضمن الإجراء فتح خط اتصال مباشر بين الأمن الفرنسي والأمن الجزائري من أجل تبادل أي نوع من المعلومات التي يرى أي من الطرفين أنها ضرورية وحيوية في إطار العملية الأمنية الكبيرة التي تهدف إلى إضعاف كتائب الصحراء والحصول على معلومات دقيقة حول اجتماع القيادات الذي يعتقد أن أمراء من حركة المرابطين والتوحيد الجهاد ومنهم حمادة ولد محمد خيري “أبو قمقم” الذي أعلن الولاء لتنظيم داعش قبل عدة أشهر وجمال عكاشة المدعو يحي أبو الهمام وإياد أغ غالي وأمراء آخرين. والأغلب، حسب مصادرنا، أن الاجتماع عقد ويعقد في جبال إيفوغاس شمال مالي، غير بعيد عن الحدود الجزائرية، وهي المنطقة الأكثر وعورة في إقليم أزواد وتسمح تضاريسها بالتخفي من عمليات المراقبة الجوية.

 كتيبة الملثمين قوتها.. في قائدها
وتستمد كتيبة الملثمين قوتها الرئيسية من حنكة الإرهابي مختار بلمختار قائدها الذي قدّم نفسه أكثر من مرة أميرا فعليا للجماعات المسلحة في شمال مالي وليس لجماعة المرابطين أو التوحيد والجهاد. وحسب المعطيات المتوفرة، لا يزيد عدد الإرهابيين في كتيبة الملثمين عن 60 إرهابيا منهم 15 جزائريا، والباقي من عرب شمال مالي وشمال النيجر. ويرى خبراء في مجال الأمن، أن الوضع الأمني في شمال مالي وفي الجزائر سيتغير في حالة التحاق كتائب الصحراء بتنظيم داعش، والسبب هو أن الكتائب ستوفر كميات كبيرة من السلاح لتنظيم جند الخلافة المحاصر في الجبال وسط الجزائر، كما أن التحاق كتائب الصحراء بتنظيم داعش سيمهّد لإنشاء تحالف بين مجموعة من المنظمات الإرهابية التي تنشط في إفريقيا، منها بوكو حرام في نيجيريا والجماعات السلفية الجهادية في شرق ليبيا وكتيبة عقبة بن نافع في تونس، وهو ما قد يفرض عنصر تهديد جديد للدول المعنية بمكافحة الإرهاب في الساحل، كما سيجد الراغبون في الالتحاق بالجماعات الجهادية من مختلف أنحاء العالم مكانا جديدا يمكّنهم التدرّب فيه على حمل السلاح والقتال.
تداولت مصالح الأمن الجزائرية في شهر جوان الماضي، أنباء حول التحاق عدد كبير من مقاتلي حركة أنصار الدين المتطرفة الأزوادية التي يقودها إياد أغ غالي، بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وبعدها تم تداول معلومة ثانية تشير إلى تعيين إياد أغ غالي أميرا عاما لكتائب الصحراء في تنظيم القاعدة خلفا ليحي أبو الهمام أو جمال عكاشة. ودخلت الجماعات المسلحة التابعة لقاعدة المغرب وجند الخلافة في الجزائر مرحلة جديدة من النزاع عنوانها انتزاع تأييد كتائب الصحراء في القاعدة التي تصنف على أنها الفرع الأقوى لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، والمثير في موضوع كتائب الصحراء هو حالة السكون التي تعيشها منذ عدة أشهر والتي تم تفسيرها بأنها تأتي بأوامر فوقية من عبد المالك دروكدال من أجل الحفاظ على قوة هذه الكتائب التي تواجه قوة جوية فرنسية قادرة على سحق أية حركة لسيارات رباعية الدفع في الصحراء. 

 

الخبر