محمد ولد بوي أحمد يقول: قرار انسحابي من المعارضة لا أقصد من ورائه النكاية بأحد ولا التنقيص من أي طرف (بيان)

جمعة, 08/14/2015 - 00:46

 

في ظل واقع اتسم بالغموض وتداخل الأضداد، حرم البعض من رؤية الواقع بوضوح، ودفع آخرين إلى تبني خيارات متناقضة في وقت واحد.. وجدت نفسي مرغما على القيام بتدقيق في هذا الواقع المعتم الذي دفع البعض إلى تقليد الفراشة في اندفاعها نحو النار الحارقة.. وكان سببا لأن يدخل آخرون في منزلقات ومتاهات شتى.. لذا قررت أن أدقق لبرهة من الزمن في كل ما يدور حولي من تجاذبات سياسية وسعيت بجد إلى فحص مجمل المشهد السياسي الوطني.. بعدها وصلت إلى قناعة، مؤداها أن مصلحة البلد تتمثل في رص صفوف أبنائه وتكاتف المستعدين من نخبته من أجل أن لا تنزلق البلاد نحو فتن طاحنة واضطرابات مدمرة.

 فبلدنا بحاجة إلى التوحد تحت راية واحدة يجسدها خطاب وطني، يرفض التخوين ويشكل قطيعة مع الخطاب الجهوي والفئوي والعنصري.

وبما أن بلادنا لا تتحمل كثيرا من التجاذبات والتناقضات لأسباب معروفة، كما أننا في أمس الحاجة للتكاتف من أجل تجنيب وطننا منزلقات وتجاذبات المرحلة، التي قد تلبس لبوسا سياسيا تارة وقد تتخفى بقناع فئوي أوعرقي أوجهوي.

فمن أجل الوطن ورغبة مني في الانخراط في عمل جماعي، بوصلته: خدمة الوطن ولا شيء غير الوطن، انخرطت في صفوف المعارضة منذ سبع سنوات، وكان الهدف هو التضحية لصالح الوطن ولا شيء غير ذلك.. إلا أنني وبنفس الخلفية ولنفس الغرض، توصلت إلى قناعة، بأنه لا بد من تغيير النهج والعمل ضمن سياق آخر، خدمة للصالح العام.

وانطلاقا مما تقدم، فإنني قد قررت الانسحاب من المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ومن حزب اللقاء الديمقراطي الوطني، الذي كنت عضوا في مكتبه التنفيذي.

قرار لا أقصد من ورائه النكاية بأحد ولا التنقيص من أي طرف وإنما هي قناعة شخصية جسدتها في هذا الموقف الذي لا أرمي من ورائه الحصول على مكاسب مادية أو التعيين في وظائف في الدولة، وإنما هو خيار، مثل قناعة أصبحت راسخة لدي.. أرجو من خلاله أن أوفق في خدمة بلدي وصون مصالحه العليا ولا شيء غير ذلك.

الخير أردت.. والله هو الهادي إلى سواء السبيل.

 

محمد ولد بوي أحمد

عضو المكتب التنفيذي لحزب اللقاء الديمقراطي الوطني سابقا

نواكشوط بتاريخ12/08/2015