أطلق عدد من المدونيين البارزيين على الفيس بوك قبل حوالى سنة حملة كبرى أحييت الصراع الأبدى بين العيش والكسكس، وقد شطرت تلك الحملة آراء المدونيين إلى صنفيين صنف موال للكسكس وأخر للعيش، وقد تزعم تلك الحملة الأستاذيين
احمدو ولد محمد، ويسلم محمود، والتحق بهما لاحقا عشرات الجنرالات من كلا المجموعتيين، لكن الحملة ظلت هادئة طيلة الأشهر الآخيرة، وتكاد أحيانا ان تتوقف وسرعان ماتعود بقوة إلى الواجهة ممزوجة بالطرافة والحيوية والإبداع، جعل بعض الكاسكسة يتهمون "العيش" بالدعوة إلى تعديل الدستور من أجل السماح للرئيس بمأموريات أربعة، وهي التهمة التى رد عليها أنصار العيش بأنها لاحقة على طلب بالملكية تقم به سيد الأطعمة "الكسكس" .. إلا أن تلك الحملات لم تصل إلى نفس الحيوية التى شهدناها منذ أمس وحتى اليوم بعد ما استهوت بعضا من مشاهير الأدب والصحافة والسياسة في البلد.. 28 نوفمبر تمكن من جمع غير حصري لأشهر تلك التدوينات في هذا الصدد..:
الشيخ سيدي عبد الله
لا أجد في الصراع الأبدي بين الكسكس والعيش من ينافس أهل الكبلة في براءة اختراع العيش وملكيته .. لكنني أجد تنافسا محموما بين أهل الشرك وأهل آدرار في ملكية الكسكس والسبق إليه .. فأي الجهتين في نظركم أسبق إلى التّكَسْكُسِ ؟ شخصيا كنت وما زلت اعتبر الكسكس وجبة شركاوية بامتياز ....
ههههه بالنسبة لكسكس الجواب جاهز عندي .. و عموما نحن مع وحدة الشعوب الكسكسية و ضد التجزئة ... ها قد أنهكنا صراع العيش و نحن كتلة واحدة فكيف إن تفرقنا؟! ... و الله ناصر هذا الكسكس إلى يوم الدين إن شاء الله .. تحياتي و تقديري.
محمد يحيى احريمو
يبدو أن شعب كسكس العظيم يتعرض لمؤامرة من أجل إثارة الصراع فيما بينه، لكي ينشغل بالخلافات الداخلية على حساب موضوع " الفيش " . في الحقيقة الدكتور الشيخ هو مثلي من أبناء " القجيمة" ولا يُنوّى في "كسكس "، ولكن يجب الانتباه لهذه المؤامرة ندعوا شعبنا العظيم للوحدة والتعالي عن الخلافات الداخلية والاهتمام بشان الصراع مع المنافس الحقيقي المناهض للجميع .
لست من حزب العيش ولا خصومة بيني مع الكسكس وأتفرج عادة على الحرب الطاحنة بين حزبيهما غير أنني وجدت ميزة للعيش هيهات أن تحصل للكسكس. تلك المزية الفاصلة هي أنه يمكن لحزب العيش أن يدعي أن العرب أولعوا بالعيش وهاموا في الثناء عليه في حين لا ترى للكسكس ذكرا في أشعارهم. ألم تسمعوا قول الشاعر القرشي: حبذا العيش حين قومي جميعا **لم تفرق أمورها الأهواء وقول ابن نباتة المصري: و حبذا العيش والأيام مسعفة. ومصر داري وأحبابي بها خولي.تدوينة برعاية الأخ Ahmedou Ould Ahmed
تنويه: لا يخفى أن هذا الاستدلال يستعصي على كافة أنواع القوادح.
والعرب أيضا ذموا العيش في أشعارهم كثيرا : لا طيب للعيش ما دامت منغصة = لذاته بادكار الموت والهرم . وقول الآخر: العيش أدى إلى ذل ومسكنة = لولا الحياة لكان الجسم كالصنم . قول الآخر: سئمت تكاليف الحياة وعيشها ... `وقال أبو الطيب : ذل من يغبط الذليل بعيش. فالحاصل أن هذا الاستدلال تتطرقه عدة قوادح كما قلتم منها القول بالموجب وفساد الاعتبار والقلب...
لدي ملاحظتان، أدخل بهما هذاالسجال الطريف؛ الأولى أن المقارنة غير عادلة، فالأستاذ يتحدث عن الشعر العربي، والعيش اسم عربي قح؛ أما الكسكس فلفظ أمازيغي عريق، فالأولى أن تبحث عن مجده في تراث القوم. أما الثانية فهي أن حزبي العيش وكسكس آئلان حتما إلى الكساد،بسبب عملية الإغراق التي تنتهجها السلطة، فخلال أيام سوف ترون عشرات، وربما مئات الأحزاب المرخصة خصيصا لإغراق الحزبين الكبيرين؛ تماما كما وقع للتكتل والتحالف الشعبي.. وقريبا تواصل. طاب عيشكم جميعا... وكسكسكم.
نقلا عن موقع 28 نوفمبر