عن نمط حياة والدى الخاصة ساحدثكم , خلال عمله كمعلم وبعد ذالك كمترجم , رغم الامكانيات التى كان يوفرها له عمله أنذاك عاش حياة متواضعة , ككل مواطنيه فى ذالك الوقت , وجاب كل القرى والمدن الموريتانية , وانتخب نائبا فى البرلمان الفرنسى وانتقل للعيش فى مدينة "أندر " سان لويس , فبقيت حياته كما كانت , ملابسه ومأكله ومشربه, صباحا كأس من الشاى بدون نعناع , وقطعة من الخبز الحافى , وفى الغداء قطعة واحدة من اللحم المشوى , وغالبا ماتكون " كتف" اذاكان لحم غنم أو قطعة من لحم البقر" بفتيك " وكان عشاؤه بعد ان تعذر وجود " مرغاية من العيش " استبدلها ببعض الارز بالحليب , هذا كان غذاؤة طيلة حياته الى حتى بعد أن هاجر مجاهدا وجاب اصقاع العالم ونزل فى ارقى الفنادق وسكن افخم القصور , هذا النظام الغذائى الصارم التزم به وهو فى اعلى المناصب والدنيا وقفت له على اربعة , فكان هذا هو زاده منها , رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
***
بعض من نمط حياة والدى رحمه الله ,سكن القصور , ولم يزد أثاث غرفته على فراش , بجانبه طاولة صغيرة عادة ما يكون عليها مصباح كهربائى وهاتف , وخزانة للملابس والغرفة مفروشة عادة بسجادة , على هذه السجادة يجلس ويستقبل ضيوفه من الوزراء والاعيان والسياسيين والعلماء , لم يغير هذا النمط الى ان غادر دنيانا , الكثيرين مما عرفوه وزاروه فى بيته عرفوا عنه هذا النمط المتواضع فى السكن , رحمه الله واسكنه فسيح جناته
***
واقعتان طريفتان وقعتا وفى زمنيين متاعدين نوعا ما , الاولى انه زارنا رجل من أهل موريتانيا ونحن يومها نسكن قصر ليوسى " على ضفة نهر ابى رقراق بمدينة سلا , والموائد حافلة بانواع الاطعمة والاشربة , فقال الضيف انه يريد ان يتعشى مع الوالد رحمه الله , فنصحناه بان لايفعل , لكنه اصر على ذالك , وفى ساعة متأخرة من الليل عاد الوالد , فاخبره المرحوم علي ولد أمبل بان احد " الخطار مافت تعش ويحان يتعش معاه " كال والله الا يج " وبعد ان استقر به المجلس دخلت احدى السيدات وهى تحمل صينية عليها طبق من الارز الابيض , فصرخ الرجل , وقال انا كنت شاك عنى له نتعش على مائدة ملك , الا زمكت الليلة من لعش , فابتسم المرحوم , وامر بأن يعد للرجل عشاء خاص. رحم الله احمدو ولد حرمه ولد بابانا واسكنه فسيح جناته, الاخرى ونحن نسكن فى منزلنا بحى السويسى وهذا المنزل يعرفه الكثير من الموريتانيين , وبه اقام مأدبة غذاء , وجاء كل من علم بالامر من المواطنيين , وكان يحضرها اعضاء الوفد الموريتانى , فاراد البعض ان يمنعهم من الدخول فلما علم اصدر أمره بان لايمنع احد من الدخول , واثناء هذا وصل مسؤول موريتانى مرتديا الزى الاوربى , فاراد البعض ان ياتى له بمقعد من الغرف المجاورة , فقال الوالد رحمه الله بان على الجميع ان يجلسوا على نفس السجادة , وخاطب الوزير قائلا " ألا عليك تتكيف مع الوضع " خاصة انه يعلم نوعية الفراش المستخدم لدى الوالد , وفعلا جلس الرجل , رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
***
رغم زيجاته المتعدد فان أبناؤه وبناته عاشوا فى كنفه جميعا , لم يعش ايا منهم او منهن خارج بيته . كما احتضن مطلقاته جميعا لانهن فضلن البقاء بجانب اولادهن ,ورغم ظروف التنقل من بلد الى اخر , ورغم مشاغله الجمة اشرف بنفسه على تعليم ابنائه ذكورا واناثا , وكان متابعا لاحوال دراستنا كما كانت له دروس فى القران، ورواية والحديث للاسرة كلها , فى مجلس يعقد فى غرفته حسب مايسمح به وقته , كما كان يصلى بنا التراويح فى شهر رمضان ويعتكف فى العشر الاواخر منه ,و كان يجمعنا لصلاة الكسوف ,كلما كان هناك كسوف او خسوف , رحمه الله واسكنه فسيح جناته, يحكى عنه المجاهد المغربى محمد بنسعيد أيت يدر " أنه سافر معه وهو يسوق به سيارته ولاكثر من الف كلم , انه بدا ترتيل القرأن الكريم عند خورجهم من مدينة كليميم وختمه عند مدخل مدينة الرباط هذه بعض من ملامح حياة رجل لم يعرف عنه مواطنوه الا القليل .رحم الله احمدو ولد حرمه ولدبابانا واسكنه فسيح جناته
عن صفحة الدكتور عبد الرحمن ولد أحمدو ولد حرمه ولد بابانا