أقلام كشفت شبكة أقمار اصطناعية يابانية عن وجود مجاري قديمة لنهر متفرع في المنطقة الغربية للصحراء الكبرى بشمال إفريقيا، حسبما ذكرت مجلة "فوكاس" الإيطالية.
وأوضحت المجلة، أن الكثبان الرملية في الجزء الغربي من الصحراء الكبرى، وتحديدًا في موريتانيا، دفنت تحتها مجرى نظام نهري كامل متكون من عدة فروع كان يجري في تلك المنطقة منذ نحو 5000 عامًا.
وتمتد مجاري هذا النظام النهري لنحو 500 كم، تسير في اتجاه ساحل المحيط الأطلنطي، ويعتقد أنها جزءًا من نهر "تامانراسيت"، الذي كان ينبع من جبال الأطلس ومن هضبة "هُجر" في جمهورية الجزائر الحالية.
وقاد فريق فرنسي، عملية استكشافية حول خصائص هذا النهر القديم، وأثبتوا من خلالها أن النهر المذكور، كان يشكل مصدر مياه رئيسي لساكني هذه المنطقة من الصحراء الكبرى منذ 5 الآف عام.
وأظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، أن مجرى النهر يتوازى بشكل تام مع أخدود آخر تم اكتشافه لأول مرة عام 2003، ويسمى أخدود نهر تيميريس، يصل عرضه إلى 2.5 كم وعمق في بعض المناطق يصل إلى 1 كم.
وكشفت الصور كذلك، أن النهر القديم ألقى برواسب غنية بالمعادن على ضفة الأخدود العظيم الموازي له، مما أسهم بشكل كبير في تطور نظام بيئي شامل بهذه المنطقة غني بالكائنات الحية الدقيقة.
ويمكن أن يكون للنهر القديم أضرار جسيمة على المناطق المحيطة به، بسبب زيادة ما تركه من رواسب، مثلما يحدث اليوم في بعض الأنهار على طول سواحل تايوان.