هذه صورة الضابط الفرنسي النقيب غيرهارد (Capitaine Gerhardt)، الذي كان حاكم دائرة الترارزة سنة 1910. وتشكل أعمال غيرهارد الجيل الثالث من البحوث، التي قامت بها الإدارة الاستعمارية حول بلادنا، فقد كملت أعماله ما قام به الجيل الأول مثل هنري غادن (Henri Gaden)، ثم أعمال الجيل الثاني مع الترجمان الجزائري إسماعيل حماد والمستشرق ريني باسي. وقد مهَّدَ غيرهارد للجيل الرابع من الباحثين الاستعماريين وعلى رأسهم بول مارتي. كتب غيرهارد نصا طريفا عن الترارزة وهو منشور في العدد الخامس عشر منمجلة العالم الإسلامي الصادرة سنة 1911 من الصفحة 453 إلى الصفحة 494، وقد استوعب بول مارتي جزءا من هذا المقال في كتابه عن إمارة الترارزة. وفي مقال غيرهارد بعض الأمور المفيدة. لا أعتبر -وهذا تقديري الشخصي- أن المذكرات (مثل مذكرات غورو ومذكرات فريرجان) داخلة في الدراسات البحثية؛ لأنها سرد لأحداث مرتبطة بشخص معين ولم يكن الهدف منها البحث العلمي أو الحفر المونغرافي أي التعمق في حقل معرفي معين خاص ببلادنا كما فعل غادن وحماد ورينيه وغيرهارد ومارتي ومن جاء بعدهم من الدراسين.
وكالة أنباء أطلس