مراسلون- كشفت مصادر عائلية عن تفاصيل معاناة إحدى السيدات الموريتانيات في القضية التي باتت تعرف لدى الرأي العام المحلي بـ"قضية خادمات السعودية". وجاء في تلك التفاصيل أن السيدة "م. هـ" التي تنحدر من مدينة بوتلميت - وهي من مواليد السبعينيات، وغير متزوجة، و من وسط اجتماعي محافظ - سافرت إلى السعودية بعد أن وعدها أحد السماسرة بحصولها على إقامة في السعودية، تمكنها من أداء فريضة الحج، والمجاورة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. وبُعَيْد عيد الفطر الماضي، سافرت إلى إحدى المدن بالمنطقة الشرقية من السعودية؛ حيث تم "استلامها" من لدن أسرة سعودية، أُخبرتْ أنها ستعمل عندها دون خوض كبير في تفاصيل طبيعة ذلك العمل. ولم يطل بالسيدة الانتظار، حيث فوجئت بمعاملة غريبة من طرف الأسرة؛ تمثلت في سحب هاتفها الراقي وتسليمها هاتفا عاديا مكانه، وإلزامها بارتداء فستان قصير مع غطاء للرأس )لباس الخادمات المعروف في الأفلام والمسلسلات(، وعندما احتجت بأن هذا اللباس غير ساتر، قالوا لها:أنت لست سوى خادمة، وهذا لباس الخادمات! وتمثل العمل في رعاية أطفال الأسرة والاعتناء بهم طيلة اليوم، إلى حين رجوع أهلهم في المساء، وكان الخروج ممنوعا منعا باتا، سوى يوم واحد في الأسبوع، كانت تخرج فيه من أجل رمي القمامة. وكان هذا اليوم هو سبب نجاة السيدة من هذا الكابوس المرعب، حيث انتهزت فرصة خروجها في أحد الأيام، ثم اتصلت بقريب لها يقيم في السعودية، وشرحت له أوضاعها المحزنة، فاقترح عليها أن تنتظر موعد رمي القمامة في الأسبوع الموالي من أجل أن يسافر إليها، ثم تركض بأقصى سرعة إلى مكان تستطيع أن تستقل سيارة أجرة منه، ثم تطلب من السائق توصيلها إلى أقرب مَعْلَمٍ يوافيها عنده. وبعد أن لقيها اتصل بالأسرة التي كانت تعمل عندها، من أجل تسوية قضيتها، فاتصل هؤلاء - أي الأسرة -بالوسيط الموريتاني، الذي طلب مبلغا كبيرا من عائلة الحاجة التي أصبحت خادمة تعويضا له عن أتعابه، فقامت أسرة الضحية بتحويل المبلغ على الفور. ونتيجة للرعب الذي عاشته السيدة - كما تقول مصادرنا - فقد تلقت عرضا من بعض أقاربها المقيمين بالسعودية بانتظار موسم الحج معهم، لكنها رفضت بإصرار، مُعْرِبَةً عن رغبتها الملحة في العودة إلى موريتانيا في أقرب فرصة. -