سطر المدعو عمار ولد ابيبكر مقالا من الكذب و الاغلاط التاريخية في صحيفة « cridem كريدم »، بعنوان: «le fait de donner le nom d’oum tounsi ou nouvel aéroport de nouakchott et une insulte et une provocation » .». الكاتب تحدث عن تسمية مطار انواكشوط الدولي الجديد ب " مطار ام التونسي" ووصف الكاتب وهو عقيد متقاعد بالجيش الموريتاني هذا القرار بانه اهانة واستفزاز للموريتانيين في إشارة الي تخليد معركة ام التونسي حيث انكر صفة المقاومة على هذه الواقعة التاريخية التي جمعت بين عناصر من المقاومة الشعبية للاستعمار الفرنسي و فرقة تابعة للجيش الفرنسي واعتبرها مجرد معركة قتل فيها عشرات المواطنين الموريتانيين من مجموعات البدو المتنقلة من سكان اترارزه في كمين نصبه '' غزي" قوامه 120 من الاجانب اللصوص خلال فترة التهدئة على حد وصف الكاتب الذي لم يستفد من الخبرة العسكرية التي قضاها في الجيش الموريتاني.،حيث ان الكمين لا ينصب الا لجهة مسلحة وهو تحدث عن مجموعة من البدو الرحل كما تحدث ايضا عن فترة الهدنة ،الهدنة بين من ومن هل هي بين الرعاة البدو وقطاع الطرق ام بين المقاومة الشعبية و قوات الاحتلال الفرنسي؟وتساءل ولد بيبكر كيف يمكننا ان نكرم مجموعة من الاجانب تخصصت في النهب والسلب والقتل الممنهج لمواطنينا ؟ واضاف الكاتب هذا القرار المفاجئ وان لم يكن اعتباطيا الا انه غير مناسب ،ويجب الغاءه دون تأخير.بسبب العديد من تزييف الحقيقة والتاريخ قررت الرد على هذا الشخص الذي لم اجد عنه من المعلومات الا انه عقيد متقاعد واحتراما لفارق السن بيننا سوف اطلق عليه صفة استاذي .اذن عندما قرأت ماكتب ولد ابيبكر وجدت ان مقال الاستاذ هو ظاهرة صوتية.. لكنها تبدو بوضوح ظاهرة صوت كاذبة.. تكذب وتكذب الواقع وتسحق نفسها بأحلام الليل والنهار وتضليل التاريخ والاعلام.. وجريمة في حق الجغرافيا والتاريخ .. وسط خمول وبلادة تامة في الكتابة والتحرير والتمحيص والنبش في الذاكرة. وشعارات الجهل القابل للكذب والافتراء والتعتيم وتلاعب رخيص جداً بمقدسات الامة الموريتانية ومحاولة للعب بالنار و بالسلم الاجتماعي وبالوحدة الوطنية ومحاولة فاشلة لزعزعة صورة رجال المقاومة الشرفاء ، اذن هي ظاهرة صوتية جديدة لا يعرف صاحبها إلا الأحلام والأمنيات الجاهلة..!! استاذي الفاضل التاريخ دائماً ما يُغلَّف بقشرة سميكة من الكذب، لدرجة تجعل الاقتراب منه بأدوات البحث ووسائل النقد أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر. - فالموريتانيون - ينظرون إلى التاريخ كما لو كان شيئا مقدساً، وحتى نعيد للتاريخ بشريته ونمحو عن وجهه ملامح الأسطورية يتوجب علينا قراءته متحررين من الرغبات المبطنة والأحكام المسبقة.استاذي الفاضل انتم تخوضون في جملة من الأمور التي جرى تهويل بعضها وانكار بعضها الآخر، إما بقصد العجز عن إيجاد المبرر الأخلاقي، وإما من أجل تمرير أجندات معينة. فمن الأمثلة على ذلك: قولكم في مقالكم المشؤوم ان " معركة قتل فيها عشرات المواطنين الموريتانيين من مجموعات البدو المتنقلة من سكان اترارزه في كمين نصبه '' غزي" قواه 120 من الاجانب اللصوص". لقد شحنتم الراي العام الموريتاني في مقالكم بأكاذيب تسد عين الشمس بشأن المقاومة، وهذا ما سيجعل الآلاف من منهم ينخدعون و يصدقون هذه الاكاذيب والاعتقاد ان الانتصارات بفعل المقاومة لم تتحقق. عدتم ايضا الاستاذ الفاضل لتحدثونا عن ألوان بستنة التاريخية التي تجعلنا نُبقي على ما نشتهي ونُخفي ما لا نشتهي، مستدلاً بذلك بالكلام عن الدولة الموريتانية ومقاومة في الشرق والغرب والسكوت عن مذبحة المستعمر وازلامه والمتعاونين معه ضد الشعب الموريتاني بكل مكوناته. حيث قلت " كيف يمكننا ان نكرم مجموعة من الاجانب تخصصت في النهب والسلب والقتل الممنهج لمواطنينا ؟ والحقيقة أن المقاومة نفسها لم تسلم من التشويه من الداخل والخارج، وعلاوة على ذلك كانت المقاومة خير وسيلة للدفاع عن الوطن وخيراته والحيلولة دون سبي نسائه وخطف اطفاله ، والأدلة على ذلك أكثر من أن تعد أو تحصى. مقالكم ايها الاستاذ حول التاريخ الموريتاني حديث كاذب حول الانتصارات إلى هزائم. والدفاع عن الوطن ومقاومة النصارى واتباعهم الي نهب وسلب ولصوصية ،اكاذيب تخرج الأحلام من أرحامها أحلاماً اخرى..مقالكم يدون التاريخ بشكل مغلوط مقالكم تعلقون فيه على الاحداث بحقائق وهمية واكاذيب لا يصدقها العقل ولا المنطق فانتم كاتب يتقن حجب الحقيقة والتلاعب بالمشاعر والعواطف ويخلق ازمات وسوء فهم حاد لا يخدم الوحدة الوطنية!اكرر القول الاستاذ كاتب المقال، إن عمليات تزويق التاريخ وتزويره لن تنفع الموريتانيين في كسب العبرة والموعظة كما يرتجى، بل إنها تجعلهم يركضون وراء سراب يحسبونه ماء.فمعركة أم التونسي ـ كما وصفها الاستاذ محمد يحظيه ولد بريد الليل في احد مقالاته بتاريخ 18 اغسطس 2012 هي معركة خالدة كانت الإدارة الاستعمارية في مدينة أطار قد علمت بتوجه غزوة صوب الترارزة فأبلغت عن طريق جهاز الراديو بأطار الفرقة المتنقلة للترارزة أن عليها أن تستعد لمقارعة الغزوة. أمر قائد الفرقة المفرزة بالتوجه لاعتراض المقاومين ,فانطلقت قبيل بزوغ الشمس متوجهة نحو الشمال ,وبينما هي تحث السير بناحية أم التونسي اكتشفها المقاومون فكمنوا لها وسط شجر الفرنان حتى اقتربت منهم فاطبقوا عليها من كل الجهات فقتل الضباط الأوروبيون الستة الذين كانوا على رأسها ومن بينهم نجل الرئيس الفرنسي ماك ماهون وكان برتبة ملازم. في رواية المجاهد سلمنه بن عبيد الله وهو أحد المشاركين في المعركة :{أن عدد من شارك في هذه المعركة من المقاومين بلغ مائة وعشرين رجلا ,مائة من أولاد ادليم والباقي من مختلف القبائل ,وكانوا تحت قيادة كل من سيدي بن الشيخ بن العروسي ,وابراهيم السالم بن ميشان وسيدي أحمد بن الكوري بن اعلي }..وأضاف سلمنه :{أنهم قبل نشوب المعركة نزلوا وسط شجر الفرنان ,الأمر الذي مكنهم من مباغتة فرقة الترارزة وهزيمتها , وأضاف أن المقاومين خسروا سبعة عشر رجلا من بينهم سيدي بن الشيخ أحد زعماء الغزوة ,لكن خسائر الفرنسيين كانت أفدح إذ مات منهم مايزيد على أربعين رجلا وجرح منهم نحو العشرين }وذكر محمد بن الشين الذي كان ضمن مجندي فرقة الترارزة :{أنه مات ستة من الفرنسيين وعشرة من الرماة السينغاليين وثلاثون من كوميات البيضان ومات عشرة من الجمال , وأن أولاد أدليم استولوا على خمسين جملا برواحلها وغنموا مدفعا رشاشا كان على جمل أبيض , وأضاف محمد بن الشين أنه أصيب العديد منهم أيضا بجروح من بينهم المعلوم بن التوينسي وابراهيم بن اعيمر ومحمد سالم بن سيدي بن المختار الذي اسروه اولا ثم شفع فيه محمد بن طينش فاطلقوا سراحه }ذكر النقيب الفرنسي دوتوه لويوسكي في روايته في كتاب الغزوات على أدرار مايلي :{تمت مباغتة الفرقة الفرنسية المتنقلة وبعد أن هزمت تماما حيث مات الملازم ماكماهون وخمسة ضباط صف وعشرة رماة واثنان وعشرون من الحرس عادت الغزو أدراجها بعد أن فقدت سبعة وعشرون رجلا من بينهم قائد الغزوة وتكبدت عددا كبيرا من الجرحى }.. وقد أثار مقتل الملازم ماك ماهون سخطا عاما في باريس في روايته عن تفاصيل المعركة يقول المجاهد سلمنه :{ أن المعركة تميزت بالشراسة والسرعة وأن رجال المقاومة في هذا اليوم كانوا من الشجاعة والبسالة بمكان , لكنهم لم يبلغوا مدى ابراهيم السالم بم ميشان في الإقدام ,لقد رأيته يلتف من الخلف على جنود الفرقة الفرنسية فيقتل ثلاثة من الفرنسيين وسبعة من الرماة ,لقد كان يكر ويصول بسرعة البرق في ميدان المعركة وهو الذي قتل عثمان بن أحمد أحد اشد مقاتلي فرقة الترارزة بسالة }ملحمة أم التونسي أثبتت أن هذا الشعب الممتد من الصحراء إلى الصحراء لا يستكين للذل وأنه يتناسى خلافاته ليتوحد في وجه كل معتد أثم يسعى إلى إحتلال أرضه أو المس من معتقداته الدينية وقيمه الأخلاقية. انتهاء مقال الاستاذ محمد يحظيه ولد بريد الليل. وبالعودة الي المقال المشئوم الذي انصح بتجنب قراءته لأنه ليس كل ما يقال صدقاً وليس كل ما يلمع ذهباً. هو مقال يشكل احد اسوء المرجعيات التاريخية في موريتانيا التي يحاول اصحابها من الاشرار اطلاق سهام احقادهم بتجاه جهة من جهات هذا الوطن وقد وجدوا في تزييف التاريخ والتلاعب به وتسخيره في ما يريدون فكانت لهم الجرأة في تزوير الحقائق وانكشفت المؤامرة الجهنمية السياسية التي تحاك ضد ابناء (جهة الساحل ) الشمال الموريتاني . استاذي الفاضل إننا عندما نجرّد التاريخ من ثيابه المقدسة ونضعه ضمن سياقاته الإنسانية نكون قد اعطينا لجماعات التزييف الانتهازية ورقة رابحة لطالما لعبت بها للتبشير بالرجوع إلى ماضٍ اسود لا شية فيه، على رغم أن عقارب الزمن لا تعود وانا لا اريد لك ان تكون من جماعات التزييف الانتهازية . استاذي الفاضل عندما تجهل التاريخ الصحيح او الوقائع الصحيحة فالأفضل لك السكوت وتعلم التاريخ الحقيقي لبلدك وتوخى الحذر عندما تخوض في موضوع حساس كالمقاومة وسرد التاريخ ( كالوقائع التي تعرضت لها في مقالك ) فتذكر ان الكاتب عندما يخلط بين الوقائع التاريخية والجهل بالتاريخ وامور تخصه هو فتلك مصيبة وان كان يعلم بها فالمصيبة اكبر فجهله قبيح وخلطه للحقائق ومغالطاته لا تخدم وطنه. استاذي الفاضل ليس عندي ادنى شك وانتم الاستاذ المحترم والعسكري السابق ،ان في تجربتكم العسكرية والسياسية والعملية التي راكمتموها عبر السنين لخير منطلق لتكون منارا للراي العام الموريتاني وللأجيال القادمة بدل تزييف التاريخ وتحريفه ،عليكم بالسيطرة على قلمكم ومحاولة عدم خروجه عن سيطرتكم . فجرة قلم طائشة قد تتسبب لك في ما لا يحمد عقباه لقد خانك قلمك وكتبت وقائع لا تمت للحقيقة بصلة بل هي مغلوطة فارجع الي رشدك أيها العقيد. مقال بقلم : بكار الدليمي، استاذ باحث في العلاقات الدولية -
أخبار الساحل