أعلنت دراسة بريطانية أن نحو 40 ألف رجل يُصابون سنوياً بسرطان البروستات في البلاد ، لذلك فإن اكتشاف عقار جديد يعني إنقاذ حياة آلاف الأشخاص أو إطالة أعمارهم، علماً أن المرض قد يتطور لدى البعض بشكل سيئ، وخصوصاً في حال انتشار الورم في بقية أجزاء الجسم.
ونجحت الدراسة في اكتشاف علاج لسرطان البروستات القاتل، الذي يصيب واحداً من أصل تسعة رجال في مراحله المتطوّرة. وتمكّن العلماء من تمييز الجينات الوراثية المرتبطة بانتشار سرطان البروستات في الجسم، وتبيّن لهم أن 90 في المائة منها قابلة للعلاج عن طريق عقار موجود، بيد أنّه لم يُستخدم لتلك الحالة.
ينتشر سرطان البروستات في بريطانيا بكثرة بين الرجال، ويقول الأطباء إنه يمكن معالجته في حالات مبكرة. من جهته، يشبّه الطبيب جوهان دي بونو، من مستشفى "مارسدن" الملكي ومؤسسة بحوث السرطان في لندن، الدراسة التي سميت بـ"روزيتا ستون"، بتحليل الكتابة الهيروغليفية من قبل العلماء في مصر القديمة. وأوضح أنهم تمكّنوا للمرّة الأولى من إنتاج خريطة جينات واضحة عن طفرات سرطان البروستات التي تنتشر في الجسم، متوقعاً أن تساعد في ابتكار المزيد من العلاجات في المستقبل للمجموعات التي تعاني من أمراض قاتلة.
وتقول الدراسة إن سرطان لبروستات ليس مرضاً واحداً بل أمراضاً عدة، ويمكن معالجة كل مريض وفق طبيعة خلاياه السرطانية. ويرى الخبراء أن بعض التحولات الجينية لا علاقة لها بسرطان البروستات. بدوره، يقول رئيس معهد البحوث السرطانية بول ووركمان إن الدراسة الجديدة تفتح أبواباً إيجابية لعلاج مرض السرطان، لافتاً إلى أنها بمثابة ثورة في المعلومات الجينية التي يمكن أن تغيّر الطريقة التي نفكّر بها لعلاج الأمراض في مراحلها المتقدمة، ويمكن للنتائج أن تحدث فرقاً حقيقياً لدى أعداد كبيرة من المرضى. يضيف أن الأطباء حتى اللحظة يجهلون ما يحدث للجينات بشكل دقيق في مراحل المرض المتقدّمة.
في هذا الإطار، يقول المتحدث الإعلامي في معهد البحوث السرطانية إيمي دروموند، لـ"العربي الجديد"، إن دي بونو يشارك حالياً في مؤتمر عن أمراض السرطان في الولايات المتحدة الأميركية، بهدف شرح المزيد عن العلاج الجديد. وبطبيعية الحال، قد يكون العقار الجديد بمثابة أمل جديد لدى كثيرين، قبل أن يتطور المرض إلى مرحلة تصعب معها السيطرة عليه.
محطات