لما ذهب الأمير محمد فال ولد عمير مهاجرا إلى المغرب مع زعماء النهضة، نشط أهل المنتبذ القصي في الهجوم عليه وعلى ابن حرمة والنهضة،
وفي مجلس الشيخ عبد الله ولد الشيخ سيديا في بتلميت.
هاجم أحد المصفقين الأمير ابن عمير فلم يعجب ذلك الشيخ عبد الله لكنه لكرم أخلاقه لم يقل شيئا للرجل وهو في مجلسه لكنه في الآن ذاته لا يحب أن ينال من الأمير سليل الإمارة في مجلسه فأراد أن يبين خصلة من خصال ابن عمير الجمة وهي الوفاء فقال الشيخ عبد الله بن الشيخ سيديا:
"حين نبذ أبناء سيدي أحمد للديد وسيدي ولد سيدي إلى النصارى وأعلنو الهجرة والجهاد قام النصارى بتحويل المدرسة من المذرذرة إلى بوتلميت".
"وظلت هناك حتى أبرم أحمد للديد الهدنة مع النصارى برعاية الشيخ باب وكان من بنود المعاهدة إرجاع المدرسة إلى المذرذرة فرجعت".
بعد فترة يقول الشيخ عبد الله أحببت أنا أن أرجع المدرسة إلى بوتلميت فانتهزت فرصة وجود الحاكم العام في المذرذرة فذهبت إليه لذلك الغرض، وصلت وقابلت الحاكم لكن الترجمان "أملاز" لم يكن حاضرا فأرسل الحاكم إلى المدرس الفرنسي أن يرسل له أنبه تلامذته ليترجم بيننا فجاء شاب حسن الأخلاق وقام بالترجمة وأخبر الحاكم بمهمة الشيخ عبد الله، فقال الحاكم:
المدرسة في حي الأمير أحمد للديد ومن شروط المعاهدة معه بقاؤها في حيه.
قال عبد الله، الأمير لا تؤمن بوائقه وقد عاهدكم ونكث وهو اليوم يعاهدكم وربما نكث بعهده لكم غدا فتضيع الدراسة، ويضيف عبد الله وربما قلت كلاما بحق الأمير والشاب يترجم بكل أدب.
بعد إنتهاء اللقاء أعجبني سلوك الشاب، ناديته وأردت أن أعطيه شيئا، أعطيه مالا فرفض فعرضت عليه دراعة فرفض، فسألته عن إسمه فقال محمد فال ولد أحمد، فقلت أحمد ول آش، فقال ولد محمد فال ولد سيدي، فقلت له والدك أحمد للديد فقال نعم، فأسقط في يدي وقد كنت أهاجم أباه لكنني تماسكت وقلت له عندي طلب يا محمد فال، فقال وماهو، فقلت أريد أن يبقى مادار بيننا وبين الحاكم سرا بيننا، فقال: وهو كذلك.
إلتفت الشيخ عبد الله إلى جلسائه وقال هل سمع أحدكم بهذه القصة قبل الآن فأجابوا: كلا وكان قد مضى عليها زمن طويل.
فقال الشيخ عبد الله هذه خصلة من خصال محمد فال ولد عمير.
فلم يدر الناس أي الخصلتين أعجب هل هي وفاء ولد عمير، أم نبل عبد الله وشهامته على نفسه وشهادته لإبن عمير في مرحلة دقيقة من التاريخ.
كامل الود
إكس ول إكس إكرك
لكوارب