ترأس فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو مساء أمس الخميس حفلا كبيرا، نظمه مركز تكوين العلماء بمباني المركز، وذلك بمناسبة اختتام سنته الدراسية.
وقد حضر الحفل وفد كبير من السنغال، يمثل الحكومة السنغالية واتحاد جمعيات المدارس القرءانية ، جاء ليحضر حفل تخريج دفعة من الأئمة السنغاليين، كانت تدرس في مركز تكوين العلماء، بناء على اتفاق مستمر بينه وبين اتحاد جمعيات المدارس القرءانية بالسنغال.
كما حضر ممثل عن وزارة التوجيه الإسلامي والتعليم الأصلي بموريتانيا وممثلان عن المجموعة الحضرية وبلدية عرفات.
خلال هذا الحفل وزعت جوائز قيمة على المتفوقين في جميع مراحل الدراسة بالمركز، ابتداء من السنة الأولى إعدادي وانتهاء بآخر المرحلة الجماعية.
وزعت جوائز كذلك على الموهوبين في الشعر والادب الشعبي والمسرح وعلى المتميزين من البعثة الطلابية السنغالية.
شمل التكريم طالب يمني تفوق في الدراسة بالمعهد وشمل كذلك الأساتذة والعاملين بهذا المركز.
كما ألقي ممثلو وزارة التوجيه الإسلامي في موريتانيا والتربية في السنغال والمجموعة الحضرية وبلدية عرفات كلمات بالمناسبة، تميزت بالجزالة وأشادت كلها بدور المركز وبإشعاعه العلمي والحضاري.
كما تميزت كلمتي الأستاذ محمد الأمين ولد مزيد، (الذي كان هو الأستاذ المكرم) وممثل الطلاب بالعمق وحركتا المشاعر، ركزت الأولى على نماذج من التكريم في الماضي ولفتت الكلمة الثانية الانتباه حول جهد المركز وما يقوم به من بناء لجيل من العلماء ، سيجمع بين حسنات المحظرة والمدرسة في آن معا.
وكان ختام الحفل بكلمة ودعاء من الشيخ الددو وزع خلالها الثناء بأريحيته المعهودة على الحضور والأساتذة والطلاب، وأكد أن الدور الذي يقوم به المركز، هو نتيجة لتضافر جهود رجال الإعمال والأساتذة والعمال والمساندين بأقلامهم وبجهدهم.
وحث الشيخ الددو الطلبة على الجدية والمثابرة، ونبذ الكسل، وخاطبهم قائلا: نحن نريدن أن يكون أدنى الطلاب خيرا من أرفعنا رتبة.
وأكد الشيخ الددو أن الطلبة الذين يستمرون في متابعة الدراسة بالمركز، سيتخرجون حاملين لثلاثة و ستين دوكتوراه.. هي عدد التخصصات التي يدرسها الطالب بالمركز، طيلة مراحله الدراسية، التي قسمت إلى المراحل التالية:
- الإعدادية: سنتان
- الثانوية: أربع سنوات
- الجامعة: أربع سنوات
- الدراسات العليا المتخصصة: ثمان سنوات، تختتم ببحث نهائي
وحلال الحفل ذكر القائمون علي المركز أنه بصدد توسيع نشاطاته لتشمل جوانب عديدة، مستقبلا، ستنضاف إلى الأهداف الأصلية التي رسمت له، منذ الانطلاقة ، والمتمثلة في:
- حفظ المتون المقررة، حفظا متقنا مع الرواية.
- الفقه بالواقع واستيعاب إشكالياته.
- الإلتزام التام بسلوك العلماء الربانيين وأخلاقهم وعباداتهم.
- إتقان المهارات الدعوية وتطبيقها.
- إتقان استغلال الوسائل الحديثة المقررة.
- تنمية روح الإبداع والإستقلال الشخصي.
- تنمية روح الإخاء والتعاون والمحبة.
وخلال الحفل، وزعت مطوية تعرف بالمركز و تتحدث عن رسالته وأهدافه وبرامجه التربوية والوسائل المستخدم لتحقيق هذه الأهداف وتجسد تلك الرسالة، المتمثلة في: "إعداد علماء ربانيين، مؤهلين لاستيعاب إشكاليات الواقع وتقديم الحلول الشرعية لها، قادرين على التوصيل والتأثير، وفق منهج علمي وتربوي، يجمع بين محاسن التعليمين: المحظري والنظامي ويتجنب مساوئهما"
اختتم الحفل البهيج بدعاء مؤثر من الشيخ وبعشاء للحضور والطلبة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المركز يسعى إلى بناء جيل من العلماء، قادر على إعادة الألق للمحظرة الموريتانية، ويسعى إلى بث نموذجها في التدريس- وفقا لمقاربة جديدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة- على نطاق عالمي، يكون ذخرا للبلاد وعونا للأمة على تجاوز كبوتها الحالية من خلال جرعة من الزاد المعرفي ذي الطابع الوسطي، المتمكن والحاذق لمختلف التخصصات المتعلقة بالفقه والعقيدة والسيرة وعلوم اللغة والأدب.
إنها أهداف تستحق الدعم والإشادة.